منوعات
أخر الأخبار

ارتفاع صاروخي لأسهم كرسبي كريم وجو برو: عودة هوس أسهم الميم بقوة في صيف 2025

ارتفاع صاروخي لأسهم كرسبي كريم وجو برو: عودة هوس أسهم الميم بقوة في صيف 2025

واشنطن العاصمة – 23 يوليو 2025

في ظاهرة تعيد إلى الأذهان الحمى التي أصابت وول ستريت في عام 2021، يشهد سوق الأسهم موجة جديدة من الهوس بـ “أسهم الميم” (Meme Stocks)، وهذه المرة، وجدت حشود المستثمرين الأفراد، المنسقين عبر منصات التواصل الاجتماعي، أهدافًا جديدة في أسماء مألوفة: شركة الدونات الشهيرة كرسبي كريم (Krispy Kreme, Inc. – NASDAQ: DNUT) وشركة كاميرات الحركة جو برو (GoPro, Inc. – NASDAQ: GPRO).

خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت أسهم الشركتين ارتفاعات هائلة في قيمتها وحجماً تداولياً غير مسبوق، في حركة يبدو أنها منفصلة تمامًا عن أساسيات عملهما المالي الفعلي. هذا الارتفاع الجنوني، الذي يغذيه مزيج من الحنين إلى العلامة التجارية، والكميات الكبيرة من البيع على المكشوف (Short Interest)، وقوة التنسيق لدى جيوش المستثمرين عبر الإنترنت، يسلط الضوء مجددًا على القوة المتغيرة في المشهد المالي العالمي.

في هذا المقال، نغوص في تفاصيل هذا الصعود، ونحلل العوامل التي دفعت بهاتين الشركتين إلى دائرة الضوء، ونستكشف ديناميكيات أسهم الميم، والمخاطر الكامنة وراء هذه الظاهرة المثيرة للجدل.

ارتفاع صاروخي لأسهم كرسبي كريم وجو برو

لفهم ما يجري مع كرسبي كريم وجو برو، يجب أولاً العودة إلى تعريف أسهم الميم. هذا المصطلح، الذي اكتسب شهرة واسعة مع ملحمة GameStop (GME) وAMC Entertainment (AMC) في عام 2021، يصف أسهم الشركات التي ترتفع قيمتها بشكل كبير ليس بسبب أدائها المالي القوي، بل بفضل الضجيج الهائل الذي يتم توليده عبر الإنترنت، خاصة على منصات مثل Reddit (وتحديدًا منتدى WallStreetBets) وتويتر (X) وStocktwits.

عادة ما تختار هذه المجموعات من المستثمرين الأفراد، الذين يطلق عليهم أحيانًا “الجيش الرقمي”، شركات ذات خصائص معينة:

  • علامة تجارية معروفة: غالبًا ما تكون شركات ذات قيمة عاطفية أو حنين لدى الجمهور.
  • سعر سهم منخفض: مما يجعله في متناول صغار المستثمرين.
  • نسبة عالية من البيع على المكشوف: وهذا هو العامل الأكثر أهمية، حيث يصبح السهم هدفًا لعملية “الضغط على البائعين على المكشوف” (Short Squeeze).

يبدو أن كلا من كرسبي كريم وجو برو يتناسبان تمامًا مع هذا القالب، مما جعلهما مرشحين مثاليين للموجة الجديدة من هذا الهوس.

ارتفاع صاروخي لأسهم كرسبي كريم وجو برو: عودة هوس أسهم الميم بقوة في صيف 2025

كرسبي كريم سكر ورغبة في المخاطرة

شهد سهم كرسبي كريم (DNUT) ارتفاعًا مذهلاً، حيث قفز في بعض الجلسات بأكثر من 30%، مع حجم تداول يتجاوز أضعاف متوسطه اليومي. الشركة، المعروفة بدونات “الأوريجينال جليزد” التي تذوب في الفم، تتمتع بولاء كبير لعلامتها التجارية. ومع ذلك، كانت الشركة تواجه تحديات مالية في السنوات الأخيرة، مع أرباح وإيرادات متقلبة لم تثر إعجاب وول ستريت.

فلماذا هذا الارتفاع المفاجئ؟

السبب الرئيسي يكمن في كون سهمها هدفًا رئيسيًا للمستثمرين الباحثين عن فرصة ضغط على البائعين على المكشوف. وفقًا للبيانات المتاحة، كان لدى سهم DNUT نسبة بيع على المكشوف مرتفعة بشكل ملحوظ، تتراوح التقديرات بين 15% إلى أكثر من 25% من الأسهم المتاحة للتداول (float). هذا يعني أن عددًا كبيرًا من المستثمرين المؤسساتيين كانوا يراهنون على انخفاض سعر السهم.

عندما بدأت جحافل المستثمرين الأفراد في شراء السهم بكثافة، أدى ذلك إلى ارتفاع سعره، مما أجبر البائعين على المكشوف على شراء الأسهم لتغطية مراكزهم الخاسرة، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة الطلب وارتفاع السعر بشكل أكبر، في حلقة مفرغة تعرف بالـ “Short Squeeze”. لم يصدر عن الشركة أي إعلان جوهري يبرر هذا الصعود، بل إنها في وقت سابق من هذا العام سحبت توجيهاتها المالية، مما زاد من حالة عدم اليقين حولها. لكن في عالم أسهم الميم، الأساسيات غالبًا ما تكون في المقعد الخلفي.

للمزيد من المعلومات الرسمية، يمكن زيارة صفحة علاقات المستثمرين في كرسبي كريم.

جو برو من ركود إلى سباق محموم

على نحو مماثل، انفجر سهم جو برو (GPRO)، الشركة التي كانت يومًا ما رائدة في سوق كاميرات الحركة. بعد سنوات من الأداء الضعيف والمنافسة الشرسة من كاميرات الهواتف الذكية المتقدمة، كان سعر سهم GPRO يتداول عند مستويات منخفضة تاريخيًا.

لكن في الأيام الأخيرة، ارتفع السهم بنسب تجاوزت 60% في جلسة واحدة، محققًا مكاسب هائلة. وكما هي الحال مع كرسبي كريم، لم تكن هناك أخبار تشغيلية تبرر هذه القفزة. بل على العكس، كانت الشركة تكافح للحفاظ على الربحية ونمو الإيرادات.

العامل المحفز هنا أيضًا هو نسبة البيع على المكشوف التي كانت تتراوح بين 8% إلى 10%، بالإضافة إلى سعر السهم المنخفض الذي جعله جذابًا للمضاربة. رأى المستثمرون الأفراد في جو برو فرصة أخرى لتكرار سيناريو GameStop، مستهدفين شركة ذات علامة تجارية معروفة كانت تعاني من ضغوط بيعية من قبل كبار المستثمرين في وول ستريت. وقد أظهرت بيانات تداول الخيارات (Options) نشاطًا مكثفًا في عقود الشراء (Call Options)، مما ساهم في تسريع وتيرة الارتفاع.

للاطلاع على أحدث البيانات الصحفية والمالية، يمكن مراجعة صفحة علاقات المستثمرين في جو برو.

ديناميكيات أسهم الميم شرح مبسط

ارتفاع صاروخي لأسهم كرسبي كريم وجو برو: عودة هوس أسهم الميم بقوة في صيف 2025

لفهم أعمق لما يحدث، إليك تفصيل للمفاهيم الأساسية:

البيع على المكشوف والضغط العكسي (Short Squeeze)

  • البيع على المكشوف (Short Selling): يقوم المستثمر (عادة صندوق تحوط) باقتراض أسهم شركة ما وبيعها في السوق، على أمل أن ينخفض سعرها. إذا انخفض السعر، يقوم بإعادة شراء الأسهم بسعر أقل، وإعادتها للمُقرِض، ويحتفظ بالفرق كربح.
  • الضغط العكسي (Short Squeeze): يحدث عندما يرتفع سعر السهم بشكل غير متوقع. يواجه البائعون على المكشوف خسائر متزايدة، ويضطرون لشراء السهم بأي سعر لوقف نزيف الخسائر. هذا الشراء القهري يزيد من الطلب على السهم ويدفع سعره للارتفاع أكثر، مما يضغط على المزيد من البائعين على المكشوف، وهكذا دواليك.

الخوف من فوات الفرصة (FOMO)

عندما يبدأ سهم في الارتفاع بشكل صاروخي، ينتشر “الخوف من فوات الفرصة” أو FOMO بين المستثمرين الآخرين. يبدأون في الشراء ليس بناءً على تحليل، بل خوفًا من تفويت فرصة تحقيق أرباح سريعة، مما يضيف المزيد من الوقود إلى النار.

دور منصات التواصل الاجتماعي

تعمل منصات مثل Reddit وStocktwits كغرف عمليات لهذه الحملات. يتم فيها تبادل المعلومات (والكثير من المعلومات المضللة)، وحشد الجهود، وتنسيق عمليات الشراء الجماعية، مما يخلق قوة لا يستهان بها قادرة على تحريك الأسواق.

المخاطر العالية والتقلب الشديد كلمة تحذير

على الرغم من الأرباح الورقية الهائلة التي يمكن تحقيقها، فإن الاستثمار في أسهم الميم محفوف بالمخاطر الشديدة. هذه الارتفاعات غالبًا ما تكون فقاعات قصيرة الأجل. بمجرد أن يهدأ الضجيج وينتقل “الجيش الرقمي” إلى الهدف التالي، يمكن أن تنهار هذه الأسهم بنفس السرعة التي ارتفعت بها، مما يترك المستثمرين الذين دخلوا في وقت متأخر في القمة يتكبدون خسائر فادحة.

إن فصل سعر السهم عن قيمته الجوهرية (المبنية على الإيرادات والأرباح وآفاق النمو) يعني أن التقلبات هي القاعدة وليست الاستثناء. وكما أظهر التاريخ مع العديد من أسهم الميم السابقة، فإن الهبوط يمكن أن يكون مؤلمًا وسريعًا.

إن عودة ظهور هوس أسهم الميم مع كرسبي كريم وجو برو يؤكد أن التغييرات التي أحدثتها جائحة كورونا في سلوك المستثمرين لم تكن مؤقتة. لقد أدت سهولة الوصول إلى التداول بدون عمولة، وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، والشعور العام بعدم الثقة تجاه المؤسسات المالية الكبرى إلى تمكين جيل جديد من المستثمرين.

يبقى السؤال: هل هذا هو “الوضع الطبيعي الجديد” حيث يمكن لحشود الإنترنت أن تتحدى باستمرار أساسيات السوق، أم أنها مجرد نوبات من الحمى المضاربية محكوم عليها بالزوال؟ بغض النظر عن الإجابة، فإن صيف 2025 يثبت أن المعركة بين “الشارع” (Main Street) و”وول ستريت” (Wall Street) لا تزال مستعرة، وأن أي شركة لديها المزيج الصحيح من الحنين والضعف يمكن أن تجد نفسها فجأة في قلب العاصفة.

مشاركة المقال:
                    0
                    1
                    1
                    1

مقالات ذات صلة

اترك رد