منوعات
أخر الأخبار

إعصار "ويفا" يضرب جنوب الصين وهونغ كونغ: شلل تام في المواصلات وإجلاء مئات الآلاف

إعصار ويفا يضرب جنوب الصين وهونغ كونغ شلل تام في المواصلات وإجلاء مئات الآلاف 20/7/2025

إعصار ويفا يضرب جنوب الصين وهونغ كونغ: شلل تام في المواصلات وإجلاء مئات الآلاف 20/7/2025

إعصار ويفا يضرب جنوب الصين وهونغ كونغ 20/7/2025

يشهد جنوب الصين وهونغ كونغ، اليوم الأحد الموافق 20 يوليو 2025، مواجهة عنيفة مع أحد أقوى الأعاصير التي تضرب المنطقة منذ سنوات. إعصار “ويفا” (Wipha)، المصنف من الفئة الرابعة، وصل إلى اليابسة مصحوبًا برياح تتجاوز سرعتها 220 كيلومترًا في الساعة وأمطارًا موسمية تحولت إلى سيول جارفة. أصدرت السلطات في هونغ كونغ أعلى مستوى من التحذير من الأعاصير، وهو “إشارة الإعصار رقم 10″، لأول مرة منذ إعصار مانخوت المدمر في عام 2018، مما أدخل هذه المدينة التي لا تنام في حالة من الشلل التام. في غضون ذلك، نفذت السلطات في بر الصين الرئيسي، وتحديدًا في مقاطعة قوانغدونغ، واحدة من أكبر عمليات الإجلاء في تاريخها الحديث، حيث تم نقل مئات الآلاف من السكان إلى مناطق آمنة.

لماذا أصبح ويفا التريند الأبرز عالميًا

خلال الساعات القليلة الماضية، لم يعد إعصار “ويفا” مجرد خبر محلي، بل تحول إلى ظاهرة عالمية تتصدر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي. يعود هذا الاهتمام العالمي لعدة أسباب متداخلة:

  • المكانة العالمية لهونغ كونغ: باعتبارها مركزًا ماليًا عالميًا، فإن أي حدث يعطل العمل في بورصة هونغ كونغ (HKEX) أو يؤثر على سلاسل الإمداد عبر مينائها، أحد أكثر الموانئ ازدحامًا في العالم، يكون له تداعيات اقتصادية دولية فورية.
  • قوة الصور والفيديوهات: انتشرت مقاطع فيديو صادمة بشكل فيروسي، وثقها السكان من نوافذ ناطحات السحاب. أظهرت هذه المقاطع رافعات بناء عملاقة تتأرجح بعنف، ونوافذ تتطاير من المباني، وشوارع تحولت إلى أنهار هادرة. هذه الصور المرعبة، التي يتم بثها مباشرة، تجذب انتباه الجمهور العالمي وتنقله إلى قلب الحدث.
  • التغطية الإعلامية المكثفة: تتابع وكالات الأنباء العالمية مثل [تم إزالة الرابط المشبوه] وبي بي سي الحدث لحظة بلحظة، ليس فقط كخبر عن الطقس، بل كقصة إنسانية واقتصادية وبيئية كبرى.
  • الربط بتغير المناخ: يأتي “ويفا” في سياق نقاش عالمي متصاعد حول التغير المناخي. يعتبر العلماء هذا النوع من العواصف المتطرفة دليلاً إضافيًا على تأثير ارتفاع درجة حرارة المحيطات، مما يمنح الخبر بُعدًا علميًا وسياسيًا.

شلل تام في هونغ كونغ مدينة الأشباح

إعصار ويفا يضرب جنوب الصين وهونغ كونغ: شلل تام في المواصلات وإجلاء مئات الآلاف 20/7/2025

استيقظ سكان هونغ كونغ البالغ عددهم 7.5 مليون نسمة على مدينة مختلفة تمامًا. مع رفع مرصد هونغ كونغ التحذير إلى المستوى العاشر، دوت صفارات الإنذار وتوقفت الحياة بشكل شبه كامل.

  • المواصلات: أُغلقت جميع خطوط النقل العام الرئيسية. توقفت خدمة الحافلات والعبّارات بالكامل، كما تم تعليق معظم خدمات مترو الأنفاق (MTR) التي تسير فوق سطح الأرض. الجسور الرئيسية التي تربط جزيرة هونغ كونغ بكولون والأقاليم الجديدة، مثل جسر “تسينغ ما”، أُغلقت أمام حركة المرور، مما حول شرايين النقل الحيوية إلى مسارات مهجورة.
  • الطيران: تحول مطار هونغ كونغ الدولي (HKIA)، الذي يُعد عادة خلية نحل لا تهدأ، إلى ما يشبه مدينة أشباح. تم إلغاء ما يقرب من 500 رحلة جوية وتأجيل مئات أخرى، مما تسبب في تقطع السبل بآلاف المسافرين المحليين والدوليين الذين افترشوا قاعات المطار في انتظار أي معلومات جديدة.
  • الحياة اليومية والاقتصاد: أُغلقت المدارس والشركات والبنوك والبورصة أبوابها. أصدرت الحكومة تعليمات صارمة للمواطنين بالبقاء في منازلهم وتأمين النوافذ والأبواب. الشوارع التي كانت تعج بالحياة في مناطق مثل “سنترال” و”تسيم شا تسوي” أصبحت خالية تمامًا إلا من بعض الأشجار المتساقطة والحطام المتطاير. مشاهد نوافذ ناطحات السحاب في منطقة الأعمال المركزية وهي تُغطى بأشرطة لاصقة على شكل حرف “X” أعادت إلى الأذهان ذكريات الأعاصير المدمرة السابقة.

إجلاء جماعي في الصين سباق مع الزمن

على الجانب الآخر من الحدود، في مقاطعة قوانغدونغ الساحلية التي تضم عمالقة اقتصاديين مثل شنتشن وقوانغتشو، كانت الاستجابة على نطاق هائل ومختلف. بناءً على توقعات الإدارة الوطنية للأرصاد الجوية الصينية، بدأت السلطات عمليات استباقية ضخمة.

  • الإجلاء: تم إجلاء أكثر من 800 ألف شخص من المناطق الساحلية المنخفضة والمناطق المعرضة لخطر الانهيارات الأرضية. تم تحويل المدارس والمباني الحكومية إلى ملاجئ طارئة مجهزة بالمؤن والمستلزمات الطبية.
  • تأمين البنية التحتية: عملت فرق الطوارئ على مدار الساعة لتعزيز السدود النهرية، خاصة على طول دلتا نهر اللؤلؤ. تم استدعاء أكثر من 50 ألف قارب صيد للعودة إلى الموانئ وتأمينها، كما أوقفت مشاريع البناء الكبرى وأُغلقت المواقع السياحية الساحلية.
  • استجابة منسقة: تميزت الاستجابة الصينية بالتنسيق العالي بين مختلف الإدارات، من الجيش الشعبي الذي وُضع في حالة تأهب للمساعدة، إلى شركات الاتصالات التي أرسلت ملايين الرسائل النصية التحذيرية للمواطنين، وصولًا إلى فرق الإنقاذ المتخصصة المجهزة بالقوارب المطاطية ومعدات البحث.

التأثير الإنساني والاقتصادي ما بعد العاصفة

إعصار ويفا يضرب جنوب الصين وهونغ كونغ: شلل تام في المواصلات وإجلاء مئات الآلاف 20/7/2025

خلف الأرقام الرسمية والتحذيرات، يكمن وجه إنساني واقتصادي عميق للأزمة.

  • التكلفة البشرية: في الملاجئ المكتظة، تختلط مشاعر الارتياح بالنجاة مع القلق على المنازل والممتلكات التي تُركت خلفًا. يعيش السكان في حالة من الترقب والخوف، خاصة كبار السن والعائلات التي لديها أطفال صغار. القصص الإنسانية بدأت بالظهور، من عمال الطوارئ الذين لم يناموا منذ 48 ساعة، إلى الأطباء والممرضات الذين يكافحون للوصول إلى المستشفيات.
  • الصدمة الاقتصادية: يقدر الخبراء الاقتصاديون أن الخسائر المباشرة وغير المباشرة لإعصار “ويفا” قد تتجاوز 10 مليارات دولار أمريكي.
    • في هونغ كونغ: يوم واحد من التوقف الكامل يكلف قطاع الخدمات المالية واللوجستية والتجزئة ما يقدر بـ 2-3 مليار دولار.
    • في قوانغدونغ: توقف الإنتاج في “مصنع العالم” سيؤثر على سلاسل الإمداد العالمية للسلع الإلكترونية والمنسوجات والأجهزة المنزلية. كما ستكون تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المتضررة وإصلاح الأضرار الزراعية باهظة.
    • التأمين: من المتوقع أن تواجه شركات التأمين سيلاً من المطالبات التي تغطي الأضرار التي لحقت بالممتلكات والسيارات وتعطل الأعمال.
إعصار ويفا يضرب جنوب الصين وهونغ كونغ: شلل تام في المواصلات وإجلاء مئات الآلاف 20/7/2025

مع بدء إعصار “ويفا” في فقدان قوته تدريجيًا أثناء تحركه نحو المناطق الداخلية، تبدأ الصورة الكاملة لحجم الدمار في الظهور. ستتحول الجهود في الساعات والأيام القادمة من الاستجابة الطارئة إلى عمليات الإنقاذ والبحث، ومن ثم إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار الطويلة.

لكن “ويفا” ليس مجرد حدث جوي عابر، بل هو تذكير صارخ بمدى ضعف المدن الساحلية الكبرى والمكتظة بالسكان في مواجهة الظواهر الجوية المتطرفة. يحذر العلماء في تقارير مثل تلك الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) من أن الأعاصير المدارية تكتسب قوة أكبر وتصبح أكثر تدميرًا بسبب ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات. لم تعد هذه التحذيرات مجرد نظريات، بل أصبحت واقعًا ملموسًا يضرب شواطئنا بقوة متزايدة. إن الاستثمار في البنية التحتية المرنة، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، والعمل بجدية لمواجهة الأسباب الجذرية لتغير المناخ، لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية لحماية الأرواح والاقتصادات في المستقبل.

مشاركة المقال:
                    0
                    1
                    1
                    1

مقالات ذات صلة

اترك رد