المغرب يتأخر في سرعة الإنترنت مقارنة بدول عربية وإفريقية تحليل وتداعيات

المغرب يتأخر في سرعة الإنترنت مقارنة بدول عربية وإفريقية تحليل وتداعيات، حيث كشف تقرير حديث صادر عن شركة “سبيد تيست” (Speedtest) لشهر فبراير 2025 عن ترتيب المغرب المتأخر في سرعات الإنترنت مقارنة بدول عربية وإفريقية أخرى. حيث احتل المغرب المرتبة 64 عالميًا في الإنترنت المحمول بمتوسط سرعة 62.21 ميغابايت/الثانية، بينما جاء في المرتبة 116 عالميًا في الإنترنت الثابت بمتوسط سرعة 36.37 ميغابايت/الثانية فقط. بالتالي عبر موقع mrmagazin سنتعرف على المغرب يتأخر في سرعة الإنترنت مقارنة بدول عربية وإفريقية.

المغرب يتأخر في سرعة الإنترنت مقارنة بدول عربية وإفريقية

هذه الأرقام تضع المغرب في موقع متخلف عن جيرانه العرب مثل الإمارات (الأولى عالميًا بـ 543.91 ميغابايت/الثانية)، وقطر (الثانية بـ 522.48 ميغابايت/الثانية)، وحتى السعودية (الثامنة بـ 199.44 ميغابايت/الثانية). كما يتأخر المغرب عن دول إفريقية مثل مصر التي تتصدر القارة بسرعة 84.52 ميغابايت/الثانية في الإنترنت الثابت.

هذا التراجع يطرح تساؤلات حول جودة البنية التحتية الرقمية في المغرب، وقدرتها على مواكبة التحول الرقمي الذي يشهده العالم، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على الإنترنت في مجالات التعليم، العمل عن بُعد، والتجارة الإلكترونية.

أسباب تأخر المغرب في سرعة الإنترنت

يوجد أسباب تأخر المغرب في سرعة الإنترنت، سنذكر بعضها:

  • ضعف الاستثمار في البنية التحتية: رغم التطور النسبي في قطاع الاتصالات المغربي، إلا أن الاستثمار في البنية التحتية للإنترنت لا يزال غير كافٍ مقارنة بالدول المتقدمة. فشبكات الألياف البصرية (FTTH) لا تغطي سوى جزء محدود من المدن الكبرى، بينما تعتمد العديد من المناطق الريفية على تقنيات أبطأ مثل ADSL.
  • احتكار المشغلين وغياب المنافسة الحقيقية: يعتمد قطاع الاتصالات في المغرب على ثلاثة مشغلين رئيسيين: اتصالات المغرب (IAM)، أورانج المغرب، وإنوي. ورغم وجود منافسة، إلا أن الأسعار مرتفعة مقارنة بالجودة المقدمة، مما يحد من تطوير الخدمات.
  • القيود التنظيمية والتأخر في تبني التقنيات الحديثة: بعض التقنيات مثل 5G لا تزال في مراحل التطبيق الأولى، بينما سبقتها دول عربية وإفريقية في هذا المجال. كما أن القوانين المنظمة لقطاع الاتصالات قد لا تشجع على الاستثمار في البنى التحتية عالية السرعة.
  • التوزيع غير العادل للخدمات بين المدن والقرى: تتركز خدمات الإنترَنت السريع في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، الرباط، ومراكش، بينما تعاني المناطق القروية والنائية من ضعف التغطية، مما يؤثر على المتوسط الوطني لسرعة الإنترَنت.

مقارنة مع دول عربية وإفريقية

الدول العربية المتقدمة في سرعة الإنترَنت:

  • الإمارات العربية المتحدة: الأولى عالميًا (543.91 ميغابايت/الثانية).
  • قطر: الثانية عالميًا (522.48 ميغابايت/الثانية).
  • الكويت: الثالثة عالميًا (309.07 ميغابايت/الثانية).
  • السعودية: الثامنة عالميًا (199.44 ميغابايت/الثانية).

هذه الدول استثمرت بكثافة في البنى التحتية الرقمية، وطبقت سياسات تشجع المنافسة بين المشغلين، كما أنها تبنت تقنيات 5G والألياف البصرية بشكل واسع.

بينما المغرب مقارنة بإفريقيا، تتصدر مصر الترتيب بسرعة 84.52 ميغابايت/الثانية، تليها دول مثل جنوب إفريقيا وكينيا، بينما المغرب يتخلف عنها بشكل ملحوظ.

تداعيات بطء الإنترنت على الاقتصاد والمجتمع

  • تأثير سلبي على الاقتصاد الرقمي: مع تزايد الاعتماد على التجارة الإلكترونية، العمل عن بُعد، والخدمات المصرفية الرقمية، فإن بطء الإنترَنت يحد من نمو هذه القطاعات، مما يؤثر على النمو الاقتصادي.
  • صعوبات في التعليم والبحث العلمي: أصبح التعليم عن بُعد ضرورة، خاصة بعد جائحة كوفيد-19، لكن ضعف الإنترَنت يعيق عملية التعلم، خاصة في المناطق النائية.
  • تراجع جاذبية المغرب للاستثمار الأجنبي: الشركات الدولية تبحث عن دول تتمتع ببنية رقمية قوية، وبطء الإنترَنت قد يجعل المغرب أقل جاذبية للمستثمرين في قطاع التكنولوجيا.

في الختام، تأخر المغرب في سرعة الإنترنت مقارنة بدول عربية وإفريقية يشكل عائقًا أمام تطوره الرقمي والاقتصادي. ومع أن بعض التحسينات قد حدثت في السنوات الأخيرة، إلا أنها تبقى غير كافية. الاستثمار في البنية التحتية، تعزيز المنافسة، وتبني التقنيات الحديثة هي خطوات ضرورية لسد هذه الفجوة ومواكبة الثورة الرقمية العالمية.

مشاركة المقال:

اترك رد