منوعات
أخر الأخبار

حقيقة زياد الرحباني وابنه عاصي 30/7/2025

زياد الرحباني حقيقة الفنان والإنسان وابنه

زياد الرحباني، الذي رحل عن عالمنا في يوليو ٢٠٢٥، لم يكن مجرد فنان لبناني، بل كان ظاهرة ثقافية وسياسية معقدة تركت بصمة لا تُمحى على الموسيقى والمسرح والفكر في العالم العربي. لفهم “حقيقة” زياد الرحباني، لا بد من النظر إليه من زوايا متعددة: الفنان الثائر، والابن لأيقونتين، والمواطن الذي عكس تناقضات مجتمعه وآلامه بجرأة وسخرية.

حقيقة زياد الرحباني وابنه عاصي 30/7/2025

وُلد زياد الرحباني عام ١٩٥٦، وهو النجل الأكبر للمطربة الأسطورية فيروز والملحن الكبير عاصي الرحباني. نشأ في قلب الإبداع الموسيقي والمسرحي، لكنه سرعان ما شق طريقه الخاص، متمرداً على المدرسة “الرحبانية” الكلاسيكية التي أسسها والده وعمه منصور.

كان أول ألحانه لوالدته وهو في السابعة عشرة من عمره، أغنية “سألوني الناس”، التي أبدعها في فترة مرض والده. شكلت هذه الأغنية بداية تعاونه الفني الطويل والمثمر مع فيروز، والذي نتج عنه أعمال خالدة مثل “وحدن”، “كيفك إنت”، و”عودك رنان”، مقدمًا لونًا موسيقيًا جديدًا يمزج بين الجاز والبلوز والموسيقى الشرقية، وبكلمات تعبر عن قضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب مباشر لم يكن مألوفًا في أغاني فيروز السابقة.

الفنان الثائر صوت اليسار والطبقة المسحوقة

“حقيقة” زياد الرحباني لا تكتمل دون فهم انتمائه الفكري والسياسي. كان شيوعيًا معلنًا وعضوًا في الحزب الشيوعي اللبناني. انعكست أفكاره اليسارية بوضوح في جميع أعماله، حيث انتقد بشدة الطبقية السياسية والاجتماعية، والفساد، والطائفية التي مزقت لبنان.

في مسرحياته مثل “بالنسبة لبكرا شو؟” و”فيلم أميركي طويل” و”شي فاشل”، استخدم زياد السخرية اللاذعة والكوميديا السوداء ليعكس واقع الحرب الأهلية اللبنانية ومعاناة الناس اليومية. أصبحت شخصياته المسرحية وأقواله جزءًا من الذاكرة الجماعية اللبنانية، لأنها تحدثت بلسان الشارع وبوجع المواطن العادي.

كما كان من أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية، وهو موقف ترسخ لديه بعد مجزرة تل الزعتر عام ١٩٧٦. ظل صوته منحازًا للفقراء والمهمشين، ورافضًا للظلم والتبعية، مما جعله “فنان الشعب” بامتياز.

العلاقات الشخصية وابنه

على الصعيد الشخصي، كانت حياة زياد مليئة بالتعقيدات. ارتبط لسنوات بالفنانة كارمن لبّس، وكانت علاقته بوالدته فيروز موضوعًا دائمًا للجدل الإعلامي، حيث تراوحت بين التعاون الفني العميق والخلافات التي كانت تظهر للعلن أحيانًا. إلا أن ظهور فيروز النادر في جنازته أكد على عمق الرابط الذي جمعهما.

أما عن “ابن زياد الرَحباني”، فقد كشفت المعلومات عن وجود ابن غير بيولوجي له يدعى عاصي. وقد صرح زياد في وقت سابق أنه اكتشف بعد سنوات أن عاصي ليس ابنه من صلبه بعد إجراء فحص الحمض النووي. بقيت هذه المسألة جزءًا من حياته الشخصية التي لم يكثر الحديث عنها في الإعلام.

في النهاية، “حقيقة” زياد الرَحباني تكمن في كونه فنانًا شاملًا ومثقفًا عضويًا ارتبط بفنه وحياته ارتباطًا وثيقًا بقضايا مجتمعه وناسه. هو الابن الذي ورث العبقرية الفنية وتمرد عليها ليصنع مدرسته الخاصة، وهو الإنسان الذي عاش ومات مخلصًا لأفكاره، تاركًا إرثًا فنيًا سيظل مصدر إلهام وجدل لأجيال قادمة.

لقراءة المقال السابق: وفاة الفنان والموسيقار زياد الرحباني عن عمر يناهز 69 عاماً

مشاركة المقال:
                    0
                    1
                    1
                    1

مقالات ذات صلة

اترك رد