شخصيات
أخر الأخبار

في خطوة مفاجئة.. الفنانة السورية دانا مارديني تعلن اعتزالها التمثيل التلفزيوني

في خطوة مفاجئة الفنانة السورية دانا مارديني تعلن اعتزالها التمثيل التلفزيوني

في خطوة مفاجئة.. الفنانة السورية دانا مارديني تعلن اعتزالها التمثيل التلفزيوني

دمشق، سوريا – أعلنت الفنانة السورية الموهوبة، دانا مارديني، بشكل مفاجئ، اعتزالها التمثيل في الدراما التلفزيونية، وذلك من خلال منشور شاركته عبر خاصية “الستوري” على حسابها الرسمي في منصة انستغرام، مما أثار موجة واسعة من ردود الفعل في الوسط الفني وبين جمهورها.

الفنانة السورية دانا مارديني تعلن اعتزالها التمثيل التلفزيوني

وجاء في منشور دانا مارديني: “مرحباً للجميع.. أعلن اعتزالي كممثلة في مجال التلفزيون، لن أعمل بعد الآن في مجال التلفزيون، أياً كانت الشركة أو المحطة”. وأكدت أن قرارها لم يكن وليد اللحظة أو ردة فعل، بل هو نتاج تفكير عميق استمر لسنوات.

وأضافت الفنانة التي اشتهرت بأدوارها المركبة والمؤثرة: “فخورة بما قدمت، واكتفيت إلى هنا”. وطمأنت محبيها بأنها ستستمر في شغفها الفني لكن في مجالات أخرى، قائلة: “سوف أتابع في مهنتي وشغفي خارج هذا السياق… سأتابع النشر عن كل جديد، ابتداءً من المكان إلى جديدي في السينما والمسرح أو أي جديد بعد الاستقرار”.

كما طلبت دانا مارديني من الجميع احترام خصوصية قرارها وعدم التواصل مع عائلتها بهذا الشأن، مشيرة إلى أنهم يحترمون قراراتها ولا يتدخلون في شؤونها.

في خطوة مفاجئة.. الفنانة السورية دانا مارديني تعلن اعتزالها التمثيل التلفزيوني

لمحة عن مسيرة فنية حافلة للفنانة السورية دانا مارديني

من هي دانا مارديني؟ هي فنانة سورية ولدت في دمشق عام 1988، ونشأت في كنف عائلة فنية، فوالدها هو الفنان السوري المعروف نبيل مارديني. هذا المناخ الفني صقل موهبتها منذ الصغر ووجه اهتمامها نحو عالم التمثيل.

تابعت شغفها أكاديمياً بالتحاقها بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، الذي يعد من أهم المؤسسات الفنية الأكاديمية في الوطن العربي، وتخرجت منه في عام 2010 لتبدأ مسيرتها الاحترافية مباشرة.

عُرفت دانا بشخصيتها الهادئة والعميقة، وهو ما انعكس على طبيعة أدوارها. تميزت بكونها مقلة في الظهور الإعلامي ونادراً ما تجري مقابلات صحفية، مفضلة أن يكون تواصلها مع الجمهور من خلال أعمالها فقط. هذا الغموض والابتعاد عن الأضواء أضافا إلى هالتها كفنانة جادة، تركز على جوهر الفن بعيداً عن صخب الشهرة، وهو ما جعل قرار اعتزالها التلفزيوني متسقاً مع شخصيتها التي تبحث دائماً عن القيمة الفنية الحقيقية.

الأعمال التلفزيونية للفنانة دانا مارديني من البدايات اللافتة إلى أدوار البطولة الأيقونية

تميزت دانا مارديني بحضورها القوي على الشاشة الصغيرة، حيث قدمت شخصيات متنوعة أظهرت قدرتها الفائقة على التحول والتقمص.

  • تخت شرقي (2010)
    • دورها: بيسان.
    • شرح الدور: في أحد أول أدوارها التلفزيونية، جسدت دانا شخصية “بيسان” ضمن مجموعة من الشباب الذين يعيشون قصص حب وعلاقات متشابكة في دمشق. كان دوراً لافتاً أظهر موهبتها الواعدة وقدرتها على تقديم أداء طبيعي وتلقائي.
  • الولادة من الخاصرة (الجزء 1، 2، 3) (2011 – 2013)
    • دورها: حنين.
    • شرح الدور: قدمت دور “حنين”، الفتاة التي تعيش ظروفاً اجتماعية قاسية وتواجه تحديات كبيرة. كان هذا الدور من الأدوار التي ساهمت في تعريف الجمهور عليها بشكل واسع، حيث برعت في تقديم معاناة الشخصية وصمودها.
  • زمن البرغوت (الجزء الأول) (2012)
    • دورها: زهرية.
    • شرح الدور: في هذا العمل البيئي الشامي، لعبت دور “زهرية”. ورغم أن الدور لم يكن محورياً، إلا أنها أثبتت قدرتها على التأقلم مع مختلف أنواع الدراما، بما في ذلك الأعمال التاريخية والتراثية.
  • أرواح عارية (2012)
    • دورها: ربا.
    • شرح الدور: شاركت في هذا المسلسل الاجتماعي الجريء بدور “ربا”، حيث ناقش العمل قضايا حساسة تتعلق بالعلاقات والخيانة والشك في المجتمع. أظهرت جرأة في اختيارها لهذا الدور الذي يتطلب عمقاً نفسياً في الأداء.
  • سنعود بعد قليل (2013)
    • دورها: مريم.
    • شرح الدور: جسدت شخصية “مريم”، ابنة “نجيب” (دريد لحام) التي تعيش في لبنان. قدمت أداءً مؤثراً لشخصية الفتاة التي تحمل هموم وطنها وأسرتها في ظل ظروف الحرب، وعكست مشاعر الحنين والقلق ببراعة.
  • قلم حمرة (2014)
    • دورها: ليلى.
    • شرح الدور: لعبت دور “ليلى”، إحدى الشخصيات الرئيسية في هذا العمل الذي يعتبر من أكثر المسلسلات السورية حداثة وجرأة. قدمت شخصية مركبة ومعقدة نفسياً، وساهمت في نجاح هذا العمل الذي حظي بإشادة نقدية واسعة.
  • أهل الغرام 3 (2016)
    • دورها: شاركت في خماسية “طبيب جراح”.
    • شرح الدور: في هذه الخماسية، قدمت قصة حب معقدة تواجه تحديات طبقية واجتماعية، وأظهرت نضجاً كبيراً في أدائها العاطفي الهادئ والعميق.
  • الندم (2016)
    • دورها: هناء.
    • شرح الدور: يعتبر دورها الأيقوني والأكثر رسوخاً في ذاكرة الجمهور. جسدت “هناء” التي تمثل الحب النقي والبسيط في حياة الكاتب “عروة”. استطاعت دانا أن تجعل من “هناء” شخصية حقيقية تنبض بالحياة والعفوية والألم، وشكلت مع الفنان محمود نصر ثنائياً لا يُنسى، وأصبح دورها مثالاً للأداء الصادق والمؤثر.
في خطوة مفاجئة.. الفنانة السورية دانا مارديني تعلن اعتزالها التمثيل التلفزيوني
  • تانغو (2018)
    • دورها: فرح.
    • شرح الدور: في هذا المسلسل العربي المشترك، لعبت دور “فرح”، الزوجة التي تكتشف خيانة زوجها وتعيش صراعاً نفسياً مريراً. قدمت أداءً قوياً ومختلفاً أثبت قدرتها على النجاح في الدراما العربية المشتركة وحقق لها انتشاراً واسعاً.
في خطوة مفاجئة.. الفنانة السورية دانا مارديني تعلن اعتزالها التمثيل التلفزيوني 21/7/2025
  • مسافة أمان (2019)
    • دورها: سلام.
    • شرح الدور: قدمت شخصية “سلام”، الطبيبة التي تعيش تحت وطأة الخوف والقلق في دمشق ما بعد الحرب. كان دوراً صعباً يعتمد على الأداء النفسي الداخلي، ونجحت في نقل مشاعر الشخصية المتناقضة بين الأمل واليأس.
  • الزند: ذئب العاصي (2023)
    • دورها: نجلا.
    • شرح الدور: في آخر أدوارها التلفزيونية الكبرى، كسرت الصورة النمطية للبطلة في الأعمال التاريخية. قدمت شخصية “نجلا” القوية، المتعلمة، والمستقلة، التي كانت شريكاً حقيقياً وندّاً للبطل “عاصي الزند”، وليس مجرد حبيبة سلبية، مما أضاف عمقاً للعمل.
رحلة فنية استثنائية: دانا مارديني.. من هي الفنانة التي ودعت الشاشة الصغيرة؟

الأعمال المسرحية العودة إلى الخشبة

كان للمسرح دائماً مكانة خاصة لديها، وهو ما يفسر رغبتها في العودة إليه بعد اعتزال التلفزيون.

  • لحظة وسيليكون وسما زرقا: شاركت في هذه الأعمال المسرحية التي أتاحت لها فرصة للتعبير الفني المباشر والاحتكاك بالجمهور، وهو ما يصقل موهبة أي فنان حقيقي.
  • دمشق مع حبي” (2010) و “رسائل الكرز” (2015).

في نهاية المطاف، لا يمكن قراءة قرار دانا مارديني بالابتعاد عن الدراما التلفزيونية كخاتمة لمسيرة، بل كنقطة تحول واعية في رحلة فنانة استثنائية، اختارت منذ البداية أن تسبح عكس التيار. لقد مثّلت دانا حالة فنية فريدة في الدراما السورية، حيث راهنت على عمق الشخصية وقوة الأداء بدلاً من الانسياق وراء بريق الشهرة أو عدد الأدوار. إن الأثر الذي تركته، خاصة في شخصيات أيقونية مثل “هناء” في “الندم” و”نجلا” في “الزند”، يتجاوز مجرد الأداء المتقن؛ لقد منحت هذه الشخصيات روحاً وصدقاً جعلها جزءاً من ذاكرة الجمهور ووجدانه.

إن خسارة الشاشة الصغيرة لهذه الموهبة هي في المقابل ربح مؤكد للمسرح والسينما، المنصات التي طالما احتضنت الإبداع الأكثر جرأة وحرية. وداع دانا مارديني للتلفزيون ليس إعلاناً للنهاية، بل هو تجديد للوعد الذي قطعته مع فنها منذ تخرجها: الوعد بتقديم فن حقيقي، عميق، ومؤثر، بعيداً عن أي حسابات أخرى. وبينما يترقب جمهورها بشغف إطلالاتها القادمة على الخشبة والشاشة الكبيرة، يبقى إرثها التلفزيوني شاهداً على أن القيمة الحقيقية للفنان تكمن في البصمة التي يتركها، لا في الضجيج الذي يحدثه.

مشاركة المقال:
                    0
                    1
                    1
                    1

مقالات ذات صلة

اترك رد