صندوق للذكاء اصطناعي شراكة بين السعودية وجوجل، حيث أعلنت شركة (STV) السعودية الاستثمارية المتخصصة في قطاع التقنية، إطلاق صندوقها الجديد للذكاء الاصطَناعي بقيمة تبلغ 100 مليون دولار، بالشراكة مع شركة جوجل. لذلك عبر موقع mrmagazin سنتعرف على صندوق للذكاء الاصطَناعي بشراكة بين السعودية STV وجوجل.
صندوق للذكاء اصطناعي شراكة بين السعودية وجوجل
ويهدف هذا الصندوق إلى دعم الشركات الناشئة التي تركز في تطوير حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يمثل نقلة نوعية في دعم شركات الذكاء الاصطناعي في مراحلها المبكرة وتسريع وتيرة نموها.
يشهد العالم تسارعًا غير مسبوق في وتيرة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مدفوعًا بالتطورات الضخمة في النماذج المتقدمة والبنية التحتية التكنولوجية القابلة للتوسع التي تحفز التقدم السريع في مختلف التطبيقات.
وتبرز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوضوح في احتضان هذه التكنولوجيا الواعدة، إذ تتزايد الجهود المحلية والإقليمية بنحو ملحوظ لتوطين نماذج الذكاء الاصطناعي وتكييفها مع السياقات المحلية، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية اللازمة لاستيعاب تطبيقاتها المتزايدة.
وتُسلط الأبحاث التي أجرتها شركة (STV) الضوء على فرصة استثمارية كبيرة وغير مستغلة في المنطقة، ففي الوقت الحالي، لا تتلقى الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوى نسبة ضئيلة جدًا من إجمالي تمويل رأس المال الجريء.
إذ لم تتجاوز نسبة تمويل رأس المال الجريء الموجه لشركات الذكاء الاصطناعي في المنطقة 1.5% في عام 2024، مقارنة بنسبة تبلغ 38% في الولايات المتحدة ونسبة تبلغ 13% في الهند.
ويشير هذا التفاوت الكبير إلى وجود إمكانات ضخمة غير مستغلة للابتكار التحولي في المنطقة وتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة على المدى القريب والبعيد، فعلى سبيل المثال، تُقدر الوفورات الفورية في التكاليف التي يمكن أن يحققها تبني الذكاء الاصطنَاعي في دول مجلس التعاون الخليجي وحدها بأكثر من 23 مليار دولار، في حين تمثل الفرصة على المدى البعيد أضعاف هذا الرقم.
وفي تعليقه على ذلك، قال أحمد النعيمي، الشريك العام في STV:
نحن نؤمن بشدة بأن القيمة الحقيقية والجوهرية للذكاء الاصطناعي ستتجلى بنحو أساسي على مستوى التطبيقات العملية التي تخدم احتياجات حقيقية. لذلك، سيركز صندوق الذكاء الاصطناعي الذي أطلقناه في الاستثمار في المشاريع الطموحة التي تعمل على تطوير تطبيقات مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتطوير نماذج لغوية محلية تلبي خصوصية المنطقة، وإنشاء البنية التحتية التقنية اللازمة لدعم هذه التطبيقات والنماذج بكفاءة وفعالية.
وأضاف:
بفضل خبرتنا العميقة في فهم ديناميكيات السوق الإقليمية، وشراكتنا الإستراتيجية مع شركة جوجل الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، فإننا على ثقة تامة بقدرتنا على تمكين جيل جديد من الشركات الناشئة الإقليمية التي لديها الإمكانات الكامنة للمنافسة بقوة على الساحة العالمية.
ومن جانبه، أكد نجيب جرار، مدير التسويق الإقليمي في جوجل لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، التزام الشركة بدعم نمو الذكاء الاصطَناعي في المنطقة، قائلًا:
نضع في جوجل على عاتقنا مسؤولية تمكين وصول الجميع إلى الفرص الضخمة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي. ويتجسد هذا الالتزام في مبادرات متنوعة مثل مبادرة (فرص الذكاء الاصطناعي)، التي أطلقناها في المنطقة خلال العام الماضي، بالإضافة إلى برامجنا الداعمة للشركات الناشئة مثل (Google for Startups)، ويعزز دعمنا لصندوق STV للذكاء الاصطناعي التزامنا المستمر بدعم رواد الأعمال المبتكرين الذين يبنون مستقبل الذكاء الاصطناعي في منطقتنا، ونسعى جاهدين إلى توفير الموارد والخبرات اللازمة لنجاحهم.
دعم جوجل منظومة الذكاء الاصطناعي في المنطقة
يعكس دعم شركة جوجل صندوق الذكاء الاصطَناعي التابع لشركة (STV) التزامًا قويًا بتعزيز منظومة الذكاء الاصطَناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما يتماشى مع جهودها لتمكين الجميع من الاستفادة من الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطَناعي.
وينطلق هذا الالتزام بنحو أساسي من مبادرة جوجل الرائدة (فرص الذكاء الاصطَناعي)، التي تُعدّ أكبر مبادرة لها في مجال الذكاء الاصطنَاعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تهدف من خلالها إلى توفير المهارات الأساسية في المجال، وتمويل الأبحاث ذات الصلة، وطرح منتجات جديدة مستندة إلى الذكاء الاصطناعي تفيد الجميع.
وبالإضافة إلى هذه المبادرة الطموحة، تقدم جوجل أيضًا برامج قيّمة ومستمرة مثل برنامجها الرائد (Google for Startups)، الذي يدعم نمو الشركات الناشئة في مختلف المجالات التقنية.
باختصار، يمثل دعم جوجل صندوق (STV) للذكاء الاصطَناعي خطوة استثمارية إستراتيجية تعكس رؤية مشتركة لمستقبل يعتمد بنحو متزايد على الابتكار التكنولوجي. وتهدف هذه الشراكة إلى تمكين الجيل القادم من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطَناعي، وتحفيز النمو الاقتصادي، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر ذكاءً وازدهارًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.