زلزال ألاسكا المدمر: هزة بقوة 7.3 درجة تضرب شبه جزيرة ألاسكا وتطلق تحذيرًا من تسونامي على "حلقة النار"

زلزال ألاسكا المدمر هزة بقوة 7.3 درجة تضرب شبه جزيرة ألاسكا وتطلق تحذيرًا من تسونامي على حلقة النار
ألاسكا، الولايات المتحدة – في أعماق المحيط الهادئ الباردة، قبالة سواحل شبه جزيرة ألاسكا، وقع زلزال عنيف بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر يوم الأربعاء، 16 يوليو 2025. هذا الزلزال القوي في ألاسكا أطلق العنان لموجة من القلق والترقب في المجتمعات الساحلية، وأعاد إلى الأذهان ذكريات كوارث الماضي المدمرة. الزلزال، الذي ضرب في تمام الساعة 12:37 ظهرًا بالتوقيت المحلي، أدى إلى إطلاق تحذيرات فورية من حدوث تسونامي، مما وضع السلطات والمقيمين في حالة تأهب قصوى على امتداد مئات الأميال من الساحل الوعر للولاية، وهي منطقة نشطة جيولوجيًا تُعرف بكونها جزءًا من حلقة النار.

زلزال ألاسكا المدمر هزة بقوة 7.3 درجة تضرب شبه جزيرة ألاسكا
وفقًا للبيانات الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، تم تحديد مركز زلزال ألاسكا على بعد حوالي 87 كيلومترًا (54 ميلًا) جنوب بلدة “ساند بوينت” الصغيرة، وعلى عمق ضحل نسبيًا يبلغ 20.1 كيلومترًا (12.5 ميلًا). هذا العمق الضحل هو ما أثار قلق خبراء الزلازل بشكل خاص، حيث أن الزلازل السطحية لديها قدرة أكبر على إزاحة كميات هائلة من المياه وتوليد موجات تسونامي خطيرة.
لم يكد يمر وقت قصير على الهزة حتى أصدر المركز الوطني للتحذير من موجات تسونامي (NTWC) في بالمر، ألاسكا، تحذيرًا من تسونامي يغطي مناطق واسعة من جنوب ألاسكا وشبه جزيرة ألاسكا. امتد التحذير من “كينيدي إنترانس” إلى “يونيميك باس”، وهي منطقة تضم العديد من المجتمعات المعزولة وجزر كودياك الحيوية.
دوت صفارات الإنذار في بلدات مثل ساند بوينت، وكولد باي، وكودياك، وتم تفعيل أنظمة الطوارئ المحلية. وحثت السلطات السكان في المناطق المنخفضة على التحرك فورًا إلى مناطق مرتفعة، وهو إجراء حيوي ضمن إجراءات السلامة من تسونامي. وفي بلدة أونالاسكا، طُلب من السكان الانتقال إلى ارتفاع لا يقل عن 50 قدمًا فوق مستوى سطح البحر.
لحسن الحظ، وبعد تقييم دقيق، تم تخفيض مستوى الخطر. فبعد حوالي ساعة، تم تخفيض التحذير من تسونامي إلى مستوى “إرشادي”، قبل أن يتم إلغاؤه بالكامل. أظهرت القياسات الفعلية أن موجة تسونامي صغيرة تشكلت، حيث سجلت موجة بارتفاع 6 بوصات في كودياك، وهو ما أكد أن الخطر كان حقيقيًا وأن الاستجابة السريعة كانت ضرورية.
السياق الجيولوجي العيش على حافة حلقة النار
تقع ألاسكا في واحدة من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا على وجه الأرض، وهي جزء لا يتجزأ من حلقة النار في المحيط الهادئ، وهو قوس واسع من البراكين والخطوط الزلزالية. يحدث هذا النشاط المكثف نتيجة لالتقاء الصفائح التكتونية العملاقة.
في هذه المنطقة تحديدًا، تنزلق صفيحة المحيط الهادئ باستمرار تحت صفيحة أمريكا الشمالية في عملية تُعرف بالاندساس، مكونة ما يسمى بـ “قوس الأليوتيان”. هذا الاحتكاك الهائل بين الصفائح هو مصدر الزلازل المتكررة في ألاسكا. يعتبر زلزال 16 يوليو، وهو من نوع “الصدع الانزلاقي”، جزءًا من سلسلة الهزات الارتدادية المستمرة لزلازل كبرى سابقة، بما في ذلك زلزال ألاسكا بقوة 8.2 درجة في عام 2021، مما يشير إلى أن المنطقة لا تزال في حالة نشاط جيولوجي مرتفع. للمزيد عن هذا الموضوع، يمكنك قراءة مقالنا عن الجيولوجيا التكتونية لألاسكا.

الدروس المستفادة من التاريخ شبح زلزال الجمعة العظيمة 1964
إن سرعة وفعالية استجابة السلطات والمجتمعات في ألاسكا ليست وليدة الصدفة، بل هي نتاج عقود من الاستعداد والدروس القاسية المستفادة من زلزال ألاسكا العظيم عام 1964. بقوة مذهلة بلغت 9.2 درجة، كان زلزال الجمعة العظيمة هو الأقوى في تاريخ أمريكا الشمالية.
لم تقتصر الكارثة على الاهتزاز العنيف، بل أطلق العنان لموجات تسونامي مدمرة تسببت في مقتل أكثر من 120 شخصًا. كانت تلك الكارثة بمثابة جرس إنذار أدى إلى تغييرات جذرية في مراقبة الزلازل والاستعداد لمخاطر تسونامي. إن الإجراءات التي تم اتخاذها بعد زلزال يوليو 2025 هي شهادة على أهمية الاستعداد للزلازل والدروس المستفادة من الماضي.
محاكمة عصابة الأجداد لسرقة مجوهرات كيم كارداشيان بعد 8 سنوات من حدوثها
التأثير والاستجابة مجتمع معتاد على غضب الأرض
على الرغم من قوة زلزال ألاسكا، لم تسجل تقارير أولية أي أضرار جسيمة في الممتلكات أو أي إصابات. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى البعد النسبي لمركز الزلزال عن المراكز السكانية الكبيرة، فضلاً عن قوانين البناء المقاومة للزلازل في ألاسكا.
وصف شهود عيان الهزة بأنها “قوية ومستمرة”، لكن الحياة عادت إلى طبيعتها بسرعة بعد إلغاء التحذير من تسونامي. لقد أظهر هذا الحدث أن أنظمة الإنذار المبكر والتنسيق بين هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والمركز الوطني للتحذير من تسونامي وسلطات الطوارئ المحلية تعمل بفعالية، وهو أمر حاسم للسلامة العامة.
في الختام، كان زلزال ألاسكا بقوة 7.3 درجة تذكيرًا قويًا بالقوى الهائلة التي تكمن تحت قشرة الأرض. وعلى الرغم من أن الكارثة الكبرى تم تجنبها، إلا أن الحدث سلط الضوء على أهمية السلامة من الزلازل واليقظة المستمرة. إن المعرفة والاستعداد يظلان أفضل وسيلة للدفاع في مواجهة النشاط الزلزالي المستمر على طول حلقة النار.