منوعات
أخر الأخبار

فضيحة تهز القطاع الصحي: امرأة من بنسلفانيا تنتحل صفة ممرضة لعقد من الزمن مستخدمة 20 اسماً مستعاراً

فضيحة تهز القطاع الصحي امرأة من بنسلفانيا تنتحل صفة ممرضة لعقد من الزمن مستخدمة 20 اسماً مستعاراً

في قضية هزت أركان الثقة في النظام الصحي الأمريكي، تم الكشف عن شبكة من الخداع والتزوير بطلتها امرأة من ولاية بنسلفانيا، نجحت في انتحال صفة ممرضة مسجلة وممرضة عملية مرخصة، وحتى مشرفة تمريض، على مدى سنوات، مستخدمة في ذلك ما لا يقل عن 20 اسماً مستعاراً وسبعة أرقام ضمان اجتماعي مختلفة. هذه القضية لا تثير فقط تساؤلات حول كيفية تمكن شخص غير مؤهل من التسلل إلى بيئات حساسة مثل دور رعاية المسنين ومرافق إعادة التأهيل، بل تسلط الضوء أيضاً على نقاط ضعف خطيرة في آليات التحقق والتوظيف في قطاع الرعاية الصحية، خاصة في أوقات الأزمات.

امرأة من بنسلفانيا تنتحل صفة ممرضة لعقد من الزمن مستخدمة 20 اسماً مستعاراً

لم تكن شرطة ولاية بنسلفانيا تتوقع أن مخالفة مرورية روتينية في مقاطعة واشنطن في أبريل 2025 ستكشف عن واحدة من أكثر قضايا انتحال الصفة تعقيداً في تاريخ الولاية. عندما أوقف رجال الشرطة سيارة من طراز مرسيدس، قدمت لهم السائقة، شانون نيكول ووماك، البالغة من العمر 39 عاماً، هوية مزيفة. أثار هذا الأمر شكوكهم، وبعد مزيد من التحقيق، بدأت تتكشف خيوط قضية واسعة النطاق من الاحتيال والتزوير.

كشف تفتيش سيارة ووماك عن كنز من الأدلة: هويات متعددة، سجلات طبية لمرضى، كميات من الأدوية الموصوفة لسكان في مرافق الرعاية، ومعدات تمريضية. وسرعان ما تبين للمحققين أنهم أمام شخصية محترفة في الخداع، حيث ارتبط اسمها بما لا يقل عن 20 اسماً مستعاراً وسبعة أرقام ضمان اجتماعي مختلفة.

فضيحة تهز القطاع الصحي: امرأة من بنسلفانيا تنتحل صفة ممرضة لعقد من الزمن مستخدمة 20 اسماً مستعاراً

عقد من الخداع كيف عملت الممرضة المزيفة

بدأت شانون ووماك، بحسب تحقيقات الشرطة، نشاطها الاحتيالي في عام 2020، مستغلة على الأرجح النقص الحاد في الكوادر التمريضية الذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19. وقد عملت في العديد من مرافق الرعاية الصحية ودور رعاية المسنين في ولاية بنسلفانيا وولايات أخرى على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بما في ذلك جورجيا وكونيتيكت.

كانت ووماك تستخدم هويات وشهادات تمريض مسروقة لأربع ممرضات حقيقيات من ولايات جنوبية. لم تكتف بذلك، بل أنشأت شركة وهمية ذات مسؤولية محدودة (LLC) لتقوم بـ “توظيف نفسها” في هذه المرافق. وفي بعض الأحيان، كانت تتصل بوكالات التوظيف بصفتها ممثلة عن هذه الشركة الوهمية، لتقوم بعد ذلك بتعيين نفسها تحت أحد أسمائها المستعارة.

من بين الأسماء المستعارة التي استخدمتها، والتي طلبت شرطة بنسلفانيا من المرافق الصحية التحقق منها في سجلاتها:

  • Shannon Nicole Parham
  • Shannon Nicole Abiola
  • Shannon Nicole Armstrong
  • Shannon Abiola-Parham
  • Shannon Nicole Grimes
  • Shannon Nicole Womack (اسمها الحقيقي)
  • Shannon Nicole Lawson
  • Shannon Nicole Lethco
  • Shannon Nicole Robinson
  • Shannon Lee Lawson

الخطر المحدق بالمرضى أكثر من مجرد خداع

فضيحة تهز القطاع الصحي: امرأة من بنسلفانيا تنتحل صفة ممرضة لعقد من الزمن مستخدمة 20 اسماً مستعاراً

تتجاوز جريمة ووماك حدود الاحتيال المالي أو سرقة الهوية. إنها تمثل تهديداً مباشراً لسلامة وحياة المرضى، خاصة كبار السن والأشخاص الذين يعتمدون على الرعاية بشكل كامل. فهؤلاء المرضى تلقوا الرعاية من شخص يفتقر إلى التدريب والترخيص اللازمين، مما يعرضهم لمخاطر جسيمة، مثل الأخطاء في إعطاء الأدوية، أو سوء التشخيص، أو عدم القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة.

وقد وجه المدعي العام في مقاطعة واشنطن، جيسون والش، اتهامات خطيرة لووماك، تشمل الانتماء إلى منظمة فاسدة، وتعريض رفاهية شخص يعتمد على الرعاية للخطر، والاستخدام غير القانوني لجهاز كمبيوتر، وسرقة الهوية، والتزوير، والسرقة.

وأشار المحققون إلى أن ووماك كانت في كثير من الأحيان تُدرج على “قائمة عدم الاحتفاظ” في المرافق التي عملت بها بسبب سوء الأداء والسلوك غير المهني. وفي حالتين على الأقل، اتُهمت بسرقة أدوية مخدرة، بما في ذلك الأوكسيكودون، وهو ما يضيف بعداً آخر من الخطر على القضية، حيث أن حرمان المرضى من مسكنات الألم التي يحتاجونها يمكن أن يسبب لهم معاناة شديدة.

ثغرات في النظام كيف يمكن أن يحدث هذا

تثير قضية شانون ووماك تساؤلات مقلقة حول فعالية إجراءات التحقق من أوراق اعتماد العاملين في مجال الرعاية الصحية. كيف يمكن لشخص أن يعمل لسنوات في ولايات متعددة باستخدام هويات مزورة دون أن يتم كشفه؟

  • الاعتماد على وكالات التوظيف: تعتمد العديد من المستشفيات ودور الرعاية على وكالات توظيف خارجية لتوفير الموظفين بسرعة، خاصة في أوقات الأزمات. قد لا تكون عمليات التحقق التي تجريها هذه الوكالات دقيقة بما فيه الكفاية، أو قد يتم التغاضي عن بعض الإجراءات لتلبية الطلب العاجل.
  • التحقق من الهويات عبر الولايات: قد يكون من الصعب على المرافق في ولاية معينة التحقق بشكل كامل من صحة التراخيص الصادرة من ولايات أخرى، خاصة إذا كانت المحتالة تستخدم مستندات مزورة تبدو حقيقية.
  • استغلال أزمة كوفيد-19: أدت الجائحة إلى ضغوط هائلة على نظام الرعاية الصحية، مما خلق حاجة ماسة للممرضين والممرضات. هذا الوضع الطارئ قد يكون قد دفع بعض المرافق إلى تخفيف إجراءات التدقيق المعتادة لتغطية النقص في الموظفين.

التداعيات والخطوات التالية

فضيحة تهز القطاع الصحي: امرأة من بنسلفانيا تنتحل صفة ممرضة لعقد من الزمن مستخدمة 20 اسماً مستعاراً

تم القبض على شانون ووماك وهي محتجزة حالياً في سجن مقاطعة واشنطن، مع تحديد كفالة بقيمة 250 ألف دولار. ومن المتوقع أن تواجه جلسة استماع أولية في أغسطس 2025. وتتعاون شرطة ولاية بنسلفانيا مع وزارة الصحة ووزارة الخارجية في الولاية لتحديد جميع الضحايا والمرافق المتضررة.

هذه القضية هي بمثابة جرس إنذار لقطاع الرعاية الصحية بأسره. إنها تؤكد على ضرورة تعزيز وتوحيد إجراءات التحقق من الهوية والتراخيص على المستوى الوطني. يجب على المرافق الصحية ووكالات التوظيف الاستثمار في تقنيات أكثر تطوراً للتحقق من المستندات، وإجراء عمليات تدقيق خلفية شاملة لا تقتصر فقط على السجلات المحلية.

روابط خارجية ذات صلة:

إن قصة “الممرضة المزيفة” شانون ووماك ليست مجرد قصة احتيال فردية، بل هي انعكاس لنقاط ضعف نظامية يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على سلامة المرضى. بينما تستمر التحقيقات، يبقى الأمل في أن تكون هذه القضية حافزاً لإجراء إصلاحات حقيقية تضمن عدم تكرار مثل هذا الخداع الخطير في المستقبل، وتعيد بناء الثقة التي اهتزت بين المرضى والمؤسسات التي من المفترض أن تقدم لهم الرعاية والأمان. إن حماية الفئات الأكثر ضعفاً في مجتمعنا يجب أن تكون الأولوية القصوى، وهذا يبدأ بضمان أن كل شخص يرتدي زي التمريض هو بالفعل مؤهل وجدير بهذه الثقة.

مشاركة المقال:
                    0
                    1
                    1
                    1

مقالات ذات صلة

اترك رد