منوعات

قصة تأسيس ديزني كيف تحولت رسومات بسيطة وخسارة مؤلمة إلى إمبراطورية إعلامية في 16 أكتوبر 1923

قصة تأسيس ديزني كيف تحولت رسومات بسيطة وخسارة مؤلمة إلى إمبراطورية إعلامية في 16 أكتوبر 1923، في عالم الأعمال، هناك قصص نجاح قليلة تضاهي السحر والإلهام الذي تحمله قصة تأسيس ديزني. ما بدأ كحلم متواضع في مرآب صغير في هوليوود، تحول على مدار قرن من الزمان إلى واحدة من أقوى وأكبر الإمبراطوريات الإعلامية والترفيهية في العالم. يوم 16 أكتوبر 1923 هو التاريخ الرسمي الذي شهد ولادة هذه الأسطورة، اليوم الذي وقع فيه الأخوان والت ديزني وروي ديزني عقدًا مع الموزعة مارغريت وينكلر لإنتاج سلسلة من الأفلام القصيرة. لم تكن تلك مجرد بداية لشركة، بل كانت الشرارة الأولى التي أضاءت خيال الملايين وأعادت تعريف صناعة الترفيه إلى الأبد. فما هي الدروس الخفية وراء تاريخ ديزني المذهل؟

البدايات الصعبة حلم ولد من رحم الفشل

قبل الوصول إلى لحظة التأسيس الفارقة، واجه والت ديزني سلسلة من الإخفاقات التي كادت أن تقضي على حلمه. كانت أولى شركاته Laugh-O-Gram Studio في كانساس سيتي قد أعلنت إفلاسها، تاركة والت مفلسًا ومحبطًا. لكنه لم يستسلم. حاملًا حقيبة بها 20 دولارًا وبعض أدوات الرسم، استقل قطارًا متجهًا إلى كاليفورنيا، عازمًا على البدء من جديد. هذه الروح من المثابرة هي الدرس الأول والأهم في قصة تأسيس ديزني؛ فالنجاح العظيم غالبًا ما يبنى على أنقاض الفشل.

16 أكتوبر 1923 العقد الذي غير كل شيء

عند وصوله إلى هوليوود، أدرك والت أن صناعة الرسوم المتحركة لا تزال في مهدها ومليئة بالفرص. بالتعاون مع شقيقه روي، الذي كان العقل المالي المدبر، أنشأ “استوديو الأخوين ديزني للرسوم المتحركة”. جاءت نقطة التحول عندما أبدت الموزعة مارغريت وينكلر اهتمامها بسلسلة أفلام قصيرة كانوا يعملون عليها بعنوان “Alice Comedies”، والتي دمجت بين فتاة حقيقية وعالم من الرسوم المتحركة. في 16 أكتوبر 1923، تم توقيع العقد، وهو ما يعتبر اليوم الميلاد الرسمي لشركة والت ديزني. لقد كان هذا العقد بمثابة شهادة على أهمية الإيمان بالفكرة والسعي وراء الفرص، حتى عندما تبدو الموارد شحيحة.

ولادة أيقونة قصة ميكي ماوس والخسارة المؤلمة

لم يكن الطريق نحو القمة سهلاً. بعد نجاح سلسلة “Alice Comedies”، ابتكر والت شخصية جديدة ناجحة تُدعى “أوزوالد الأرنب المحظوظ”. لكن في واحدة من أصعب الضربات في تاريخ ديزني، اكتشف والت أنه لا يملك حقوق الشخصية، حيث كانت ملكيتها تعود للموزع. لقد خسر كل شيء تقريبًا مرة أخرى، بما في ذلك معظم فريق الرسوم المتحركة الخاص به.

لكن من رحم هذه الخسارة المؤلمة، ولدت الأسطورة. على متن قطار العودة من نيويورك، وبمشاعر يملؤها اليأس، رسم والت ديزني اسكتشات أولية لشخصية فأر صغير. بالتعاون مع الرسام المخلص أب أيوركس، قام بتطوير هذه الشخصية وأطلق عليها اسم ميكي ماوس. لم يكن ميكي مجرد شخصية كرتونية، بل كان تجسيدًا لروح والت نفسه: متفائل، مغامر، ولا يستسلم أبدًا. كان فيلم “Steamboat Willie” عام 1928، وهو أول فيلم رسوم متحركة متزامن مع الصوت، هو الذي أطلق ميكي ماوس إلى النجومية العالمية وجعل من ديزني اسمًا مألوفًا.

من الأفلام القصيرة إلى بناء إمبراطورية ديزني

كان نجاح ديزني يكمن في قدرة والت على الابتكار المستمر وعدم الرضا بالوضع الراهن. لم يكتفِ بنجاح الأفلام القصيرة، بل غامر بكل شيء لإنتاج أول فيلم رسوم متحركة طويل في التاريخ: “سنو وايت والأقزام السبعة” (1937). وصفه الكثيرون في هوليوود بـ “حماقة ديزني”، وتوقعوا أن يفشل المشروع فشلاً ذريعًا. لكن الفيلم حقق نجاحًا ساحقًا وأرسى الأساس لـ إمبراطورية ديزني السينمائية.

لم يتوقف طموح والت عند الشاشة الكبيرة. كان يحلم بإنشاء مكان يمكن للعائلات أن تذهب إليه وتعيش سحر القصص الخيالية على أرض الواقع. هذا الحلم تجسد في افتتاح ديزني لاند عام 1955، الحديقة الترفيهية التي غيرت مفهوم الترفيه العائلي إلى الأبد.

إن قصة تأسَيس ديزني هي أكثر من مجرد سرد لأحداث تاريخية؛ إنها شهادة على قوة الحلم، وأهمية المثابرة في وجه الشدائد، وضرورة الابتكار المستمر. من عقد متواضع في 16 أكتوبر 1923، بنى والَت ديزني وشقيقه روي إمبراطورية لم تكتفِ بإنتاج الأفلام، بل صنعت ثقافات وأجيال. الإرث الذي تركه والت لا يزال حيًا في كل فيلم جديد، وكل حديقة ترفيهية، وفي قلوب الملايين حول العالم الذين تعلموا من ميكي ماوس أن “كل شيء بدأ بفأر”. إنها قصة تذكرنا بأن أعظم الإنجازات يمكن أن تبدأ بفكرة بسيطة، وقليل من الشجاعة، والكثير من السحر.

مشاركة المقال:
                    0
                    1
                    1
                    1

مقالات ذات صلة

اترك رد