
لطفي لبيب أيقونة الأداء الصادق وجوكر الفن المصري
يُعد الفنان القدير لطفي لبيب أحد أبرز الأعمدة في صرح الفن المصري والعربي، فهو فنان شامل استطاع على مدى عقود أن يحفر اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة السينما والتلفزيون والمسرح. بفضل موهبته الفذة وحضوره الطاغي، أصبح وجهاً لا غنى عنه في العديد من الأعمال الفنية، واكتسب لقب “الجوكر” لقدرته على إتقان كافة الأدوار ببراعة، من الكوميديا إلى التراجيديا.
لطفي لبيب أيقونة الأداء الصادق وجوكر الفن المصري

وُلد لطفي حسني لبيب في 18 أغسطس عام 1947. لم تكن دراسته الأولى تتجه نحو الفن مباشرةً، حيث حصل على ليسانس الآداب، لكن شغفه بالتمثيل دفعه للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية لتبدأ رحلته الأكاديمية في عالم الفن.
قبل أن يبدأ مسيرته الفنية بشكل كامل، خاض لطفي لبيب تجربة وطنية عميقة شكلت جزءاً كبيراً من شخصيته، حيث شارك كجندي مقاتل في صفوف الجيش المصري خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973. هذه التجربة الثرية لم تذهب أدراج الرياح، بل قام بتوثيقها لاحقاً في كتاب حمل عنوان “الكتيبة 26”، كاشفاً من خلاله عن وجه آخر له ككاتب ومثقف يحمل هموم وطنه.

مسيرة فنية حافلة بالأدوار الخالدة
بعد انتهاء خدمته العسكرية، تفرغ لطفي لبيب لمشواره الفني الذي امتد ليشمل كافة ألوان الإبداع، تاركاً بصمات لا تُمحى في كل مجال.
- في السينما: يُعتبر لطفي لبيب “تميمة حظ” للعديد من النجوم وصانع بهجة للجمهور. قدم أدواراً أيقونية بجانب كبار النجوم، ولعل أبرزها دوره المركب والمتقن كسفير إسرائيلي في فيلم “السفارة في العمارة” أمام الزعيم عادل إمام، وهو الدور الذي أثبت قدراته التمثيلية الفائقة. كما كان له دور محوري في دعم جيل كامل من نجوم الكوميديا الشباب، فكان الأب والصديق والجار في أفلام حققت نجاحاً جماهيرياً كاسحاً مثل “عسل أسود” و**”طير إنت”** مع النجم أحمد حلمي، و**”يا أنا يا خالتي”** مع محمد هنيدي، و**”إتش دبور”** و**”لا تراجع ولا استسلام”** مع أحمد مكي.
- في التلفزيون: لم يقل حضوره في الدراما التلفزيونية أهمية عن السينما، حيث شارك في عشرات المسلسلات التي أصبحت من كلاسيكيات الشاشة الصغيرة. ومن أبرز أعماله التلفزيونية مسلسل “الرحايا” مع النجم نور الشريف، ومسلسل “صاحب السعادة” مع عادل إمام، بالإضافة إلى أدواره في مسلسلات “عائلة زيزو” و**”ابن حلال”** وغيرها الكثير.
- في المسرح: بدأ لطفي لبيب مسيرته على خشبة المسرح، وقدم العديد من المسرحيات الهامة التي صقلت موهبته في بداية مشواره.

أسلوب فريد ومكانة خاصة
يتميز أسلوب لطفي لبيب في الأداء بالصدق والتلقائية الشديدة. فهو يجسد شخصياته، خاصة دور الأب المصري أو الموظف البسيط، بواقعية تجعله قريباً من قلب كل مشاهد. يمتلك قدرة نادرة على التحول بسلاسة بين الكوميديا التي تضحك القلب واللحظات الإنسانية العميقة التي تلمس الوجدان، مما جعله فناناً محبوباً من كافة الأجيال.
يحتل لطفي لبيب مكانة خاصة في قلوب زملائه في الوسط الفني والجمهور على حد سواء، فهو ليس مجرد ممثل قدير، بل هو رمز للأداء الصادق والفنان الملتزم الذي أثرى الفن المصري بأعماله الخالدة وشخصيته المحبوبة.