وفاة البابا فرانسيس نهاية عصر الإصلاح والتواضع في الكنيسة الكاثوليكية

وفاة البابا فرانسيس نهاية عصر الإصلاح والتواضع في الكنيسة الكاثوليكية، في صدمة العالم بفقدان قائد روحي وإنساني عظيم
أعلن الفاتيكان في ساعة مبكرة من صباح اليوم عن وفاة البابا فرانسيس (خورخي ماريو بيرجوليو)، بابا الكنيسة الكاثوليكية الـ266، عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. الخبر أثار موجة من الحزن في أرجاء العالم، ليس فقط بين الكاثوليك، بل أيضًا بين مختلف الأديان والثقافات، نظرًا لدوره التاريخي كرجل سلام وإصلاح. بالتالي عبر موقع mrmagazin سنتعرف على وفاة البابا فرانسيس نهاية عصر الإصلاح والتواضع في الكنيسة الكاثوليكية.
وفاة البابا فرانسيس نهاية عصر الإصلاح والتواضع في الكنيسة الكاثوليكية
في السنوات الأخيرة، عانى البابا من:
- أمراض الرئة (نتيجة إصابته بالتهاب رئوي في شبابه).
- آلام مزمنة في الركبة جعلته يستخدم كرسيًا متحركًا.
- جراحة في القولون (2021) أثرت على نشاطه.
أعلن الفاتيكان أن وفاته جاءت بسبب قصور في الجهاز التنفسي تفاقم بسبب التهاب رئوي حاد. توفي في دار القديسة مارثا، مقر إقامته المتواضع، محاطًا بمقربيه.
رحلة حياة البابا فرانسيس من الأرجنتين إلى الفاتيكان
النشأة والبدايات (1936-1958)
وُلد خورخي ماريو بيرجوليو في 17 ديسمبر 1936 في حي فلوريس ببوينس آيرس، الأرجنتين، لأسرة متواضعة من أصول إيطالية. كان والده عاملاً في السكك الحديدية، بينما كانت أمه ربة منزل. منذ صغره، أظهر اهتمامًا بالعلوم الإنسانية واللاهوت، لكن مسيرته الكهنوتية تأثرت بمرض خطير في رئته دفعته إلى التخلي عن دراسة الكيمياء والتحول إلى السلك الكنسي.
الرهبنة والارتقاء في السلك الكنسي (1958-2013)
- انضم إلى رهبنة اليسوعيين (1958)، وهي من أكثر الرهبانيات تأثيرًا في الكنيسة، معروفة بتعليمها العميق والتزامها الاجتماعي.
- سيم كاهنًا عام 1969، ثم أصبح رئيسًا للإقليم اليسوعي في الأرجنتين (1973-1979)، وهي فترة مضطربة بسبب الديكتاتورية العسكرية، حيث عمل على حماية الضعفاء.
- عُين أسقفًا مساعدًا لبوينس آيرس (1992)، ثم رئيس أساقفة (1998)، وأخيرًا كاردينالًا (2001).
انتخابه بابا مفاجأة غيرت الكنيسة (2013)
في 13 مارس 2013، بعد استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر، تم انتخابه بابا في المجمع المغلق، متخذًا اسم “فرانسيس” تكريمًا للقديس فرنسيس الأسيزي، رمز الفقر والتواضع. كان اختياره صادمًا لأنه:
- أول بابا من الأمريكتين.
- أول بابا من اليسوعيين.
- أول من اختار اسم “فرانسيس” في تاريخ البابوية.
إنجازات البابا فرانسيس قائد الإصلاح والانفتاح
إصلاح الكوريا الرومانية ومحاربة الفساد
- أنشأ مجلسًا للكرادلة لمساعدته في حكم الكنيسة (مجلس C9).
- واجه الفساد المالي في الفاتيكان عبر تعيين خبراء ماليين وتشديد القوانين.
- أصدر قوانين جديدة لمحاسبة المسؤولين الكنسيين في قضايا التجاوزات.
نهج اجتماعي ثوري: دفاعه عن الفقراء واللاجئين
- انتقد الرأسمالية المتوحشة في وثيقته “Evangelii Gaudium” (2013).
- زار مخيمات اللاجئين في ليسبوس و**لامبيدوزا**، ودعا إلى استقبال المهاجرين.
- دعم قضايا العدالة الاجتماعية، وانتقد عدم المساواة العالمية.
حماية البيئة Laudato Si وثيقة تاريخية
في 2015، أصدر أول وثيقة بابوية حول البيئة “Laudato Si’”، حيث:
- حذر من التغير المناخي وطالب بالتحول إلى الطاقة النظيفة.
- انتقد الاستهلاك المفرط وثقافة “الرمي بعد الاستخدام”.
- أثرت الوثيقة في سياسات دولية، بما فيها اتفاقية باريس للمناخ.
تقارب بين الأديان وحوار عالمي
- زار المسجد الأزرق في إسطنبول، والمعبد اليهودي في روما.
- وقّع مع شيخ الأزهر وثيقة الأخوة الإنسانية (2019) في أبوظبي.
- دعا إلى حوار مع البروتستانت والأرثوذكس، بل وحتى الملحدين.
مواقف جريئة في قضايا خلافية
- دعا إلى تعاطف أكبر مع المثليين**، قائلاً: “من أنا لأحكم عليهم؟”.
- فتح باب غفران خطيئة الإجهاض للكاهنات.
- شجع على منح المرأة أدوارًا أكبر في الكنيسة (لكن دون كهنوت).
الجنازة والخلافة ماذا بعد فرانسيس
من المتوقع أن:
- يُعرض جثمانه في كاتدرائية القديس بطرس لثلاثة أيام.
- يُقام القداس الجنائزي بحضور ملوك ورؤساء دول.
- يُدفن في الكاتدرائية أو في كنيسة سان بيترو حسب وصيته.
سيجتمع الكرادلة في المجمع المغلق، ومن أبرز المرشحين:
- الكاردينال بيترو بارولين (وزير خارجية الفاتيكان).
- الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي (من الفلبين).
- الكاردينال كريستوف شونبورن (من النمسا).
رحل البابا فرانسيس، لكن فلسفته القائمة على “كنيسة فقيرة للفقراء” و**”الإيمان بالعمل لا بالكلام” ستظل إرثًا خالدًا. في عالم ممزق بالصراعات، كان صوتًا للعقل والرحمة، وسيُذكر كواحد من أعظم البابوات في العصر الحديث.